تجربة التشافي بالطاقة الحيوية

تجربة التشافي بالطاقة الحيوية

بقلم ... أ. نجمة أهلي

لطالما أثار موضوع الطاقة الحيوية جدلًا واسعًا في عالمنا العربي , بين من يؤمن بها إيمانًا راسخًا , ومن يرفضها رفضًا قاطعًا وآخرون يقفون على هامش الشك والحياد ... وأنا كالكثيرين كنتُ في بداياتي أتبع التيار السائد , أتبنّى آراء الآخرين دون تمحيص وأتخذ مواقفي انطلاقًا من أحكامهم , لا من وعيي الشخصي

كانت بدايتي مع هذا المجال في عام 2001 حين درست بعض مبادئه بشكل أولي , ثم تراجعت عنه سريعًا متأثرة بنظرة المجتمع وتوجساته , ومع مرور السنوات وبينما كنت أُحس بأن حياتي تفقد معناها شيئًا فشيئًا ... اتخذت قرارًا مصيريًّا أن أتوقّف عن التلقين , وأن أبدأ في إعادة بناء ذاتي , وأن أتحرّر من القيود الذهنية والاجتماعية التي كبّلتني ... في الحقيقة كثير من القيود لا تُفرض علينا من الخارج فحسب , بل تتغلغل فينا دون أن ندري عبر مفاهيم ومعتقدات تلقيناها دون أن نختبر صدقها ... تلك المعتقدات قد تتحوّل بمرور الوقت إلى سجن داخلي نظنه الأمان بينما هو في الواقع قيد ناعم يخنق حريتنا

منذ أكثر من عشرين عامًا انطلقتُ في رحلة بحث وتعلّم , عبر كل مسارات التطوير الذاتي والنفسي والاجتماعي , بل حتى العلاجات البديلة ... قرأت , تعلمت , حضرت , وتفاعلت… حتى جاء اليوم الذي تغيّر فيه كل شيء ... يوم فقدتُ والدتي

كانت والدتي أكثر من أم… كانت رفيقة روحي , وفقدانها ترك في قلبي فراغًا لا تسعه الكلمات , رغم خلفيتي في المعرفيه والثقافيه وجدت نفسي غارقة في حزنٍ عميق , لا يُجدي معه الكلام , ولا تُطفئه المعرفة ... وهنا استدعت ذاكرتي تجربة قديمة كنت قد مررت بها مرورًا عابرًا ... العلاج بالطاقة الحيوية

عدتُ إليه لا بدافع الفضول هذه المرة , بل بدافع الحاجة الحقيقية لفهم ذاتي , ولتضميد جرحٍ لم يشفه الوقت ... دخلت هذا العالم من جديد لكن بعين مختلفة , وجدت فيه الصادق والمزيّف كما في كل مجال ... فلم أُسقِط حكمي على العلم , بل على من يُسيء إليه ... الأخلاق والضمير هما الفاصل الحقيقي دومًا

بعد وفاة والدتي عشت حالة اكتئاب داخلي صامت ... كنت أمارس صلاتي وأذكاري , لكنني شعرت أنني أفقد شيئًا… شيئًا نفسيًّا عاطفيًّا عميقًا , حينها تذكّرت تقنية تعلّمتها سابقًا... تنظيف الهالة، وفقًا لمدرسة من مدارس الطاقه الحيويه , أضفت إليها لمستي الشخصية وبدأت أمارسها بانتظام بعد الفجر , العصر , وقبل النوم , وباستخدام الرقيه الشرعيه الاسلاميه

كانت النتيجة مذهلة

بدأتُ أشعر وكأنني أتحرّر من أثقال عاطفية كنت أظنها جزءًا مني ... لم يكن الأمر سحرًا بل إعادة اتصال واعٍ بنفسي , ومواجهة مباشرة للمشاعر الدفينة ... لم يكن بديلًا عن العبادات , بل أداة لفهم الذات , لتصفية الذهن , وإعادة ترتيب الداخل

استمريتُ على الممارسة لمدة شهر, ومع كل يوم كنت أشعر بأن الحزن يتراجع , وأن الضوء يعود إلى قلبي , وأدركت أنني كنت أعيش في سجن مشاعري المكبوتة ... وأن التحرر يبدأ بمواجهتها بأدوات واعيه لا بإنكارها

ثم شاءت الأقدار أن ألتقي بالماستر عمرو الدسوقي الذي مثّل لي بوابة جديدة في هذا المجال ... عبر منهج العلاج الأثيري

منهج يختلف في رؤيته وتطبيقاته , لكنه الأقرب لروحي , لإيماني , ولطريقتي في فهم الإنسان والحياة

اليوم أمارس تقنيات العلاج الأثيري بوعي ومسؤولية ,لا فقط كمهنة , بل كأسلوب حياة , أستخدمها في جلساتي , ولكن الأهم… أمارسها مع نفسي وأحبّتي ... أؤمن أن دوري ليس أن "أُشفي" الآخرين بل أن أكون مرآة لهم , دليلًا محبًّا يُساعدهم على اكتشاف قوتهم الداخلية , وإعادة الاتصال بالسلام , والحب , والمعنى

وللحديث بقيّة…

في أمان الله

تجربة التشافي بالطاقة الحيوية

تابعني على مواقع التواصل الاجتماعي