الطاقة الخفيّة للفوتونات الضوئية

الطاقة الخفيّة للفوتونات الضوئية

بقلم ... أ. نجمة أهلي

كثيرًا ما يُساء فهم القدرات الكامنة في الإنسان فبين من يراها خيالًا أو ضربًا من "السحر" , ومن يتعامل معها باعتبارها موهبة نادرة ... تظل الحقيقة أعمق من ذلك إنها قوى فطرية أودعها الله فينا لم تُكتشف بالكامل لا لغيابها , بل لأن أدوات العلم التقليدي لم تَبلغ عمقها بعد ... في العالم الغربي تزايد الإقبال على علوم الطاقة الحيوية والعلاجات البديلة , لا بدافع الإيمان الروحي وحده ... بل نتيجة نتائج ملموسة أثبتت فعاليتها في تحسين الصحة الجسدية والنفسية ... أما في مجتمعاتنا العربية فلا يزال الجدل مستمرًّا بين "حلال" و"حرام" بين تصديق وتكذيب , وكأننا ننتظر من الخارج شهادة اعتماد لما تحمله حضارتنا من حكمة روحية أصيلة.

في عام 1994 أطلق الدكتور غاري شوارتز أستاذ علم النفس بجامعة بنسلفانيا ومدير مركز الدراسات الروحية تجربة علمية غير مسبوقة ... استلهمها من فرضية طرحها أحد العلماء الروحيين أن " لأفكار الإنسان ترددات كهربائية قابلة للقياس" ... فأنشأ غرفةً من الألمنيوم مغلفة بشبكات معدنية تعكس الموجات المزودة بأجهزة رصد دقيقة , وعندما دخلها رياضيون وأجروا تمارين جسدية سجّلت الأجهزة نشاطًا كهربيًا متوقعًا ... لكن المفاجأة جاءت حين دخل رهبان بوذيون في حالة تأمل صامت لتسجّل الأجهزة موجات كهربائية وصلت إلى 3 فولت رغم سكون أجسادهم!

أما العالم ويليام تيلورفقد طوّر جهازًا يرصد الطاقة المنبعثة من أطراف الأصابع , وأثبت أن اليد البشرية تُصدر طاقة يمكن قياسها وتوجيهها ... وهنا يقفز إلى ذهني موقف النبي محمد ﷺ حين كان يضع يده على موضع الألم ويقول:

"اللهم ربّ الناس أذهب البأس واشفِ أنت الشافي..."أليس هذا شكلًا من أشكال بثّ الطاقة؟ ... أليست النية مع الإيمان والدعاء مفتاحًا لنفحات الشفاء التي تخرج من اليد والقلب معًا؟

إنكار هذه الظواهر بحجة وجود الدجل يُشبه رفض الطب الحديث بسبب أخطاء بعض أطبائه ... الفارق الحقيقي هنا – كما في كل علم – هو صفاء القلب , وصدق النية , واتساق الإنسان مع خالقه ... وقد أثبتت تجارب شوارتز وتيلور أن المجالات الكهرومغناطيسية للعقل تتضخّم مع التأمل والتفكير الإيجابي , وتؤثّر في المحيط الطاقي للإنسان فكلما زاد صفاء النية وهدأت العاطفة , واستقرت المشاعر ازداد التوافق بين ذبذبات الإنسان وذبذبات ما يسعى إليه , رزق , شريك حياة ,هدف

أو حتى سلام داخلي ... لكن المفاجأة الأجمل… في الضوء.

فالعالم الفيزيائي الألماني فريتز-ألبرت بوب توصّل إلى أن الكائنات الحيّة من البكتيريا إلى الإنسان تبث باستمرار وحدات ضوئية دقيقة تُعرف بـ**"الفوتونات الحيوية"** (Biophotons). وهذه الفوتونات لا تُصدر ضوءًا فحسب بل تُعد وسيلة اتصال رئيسية بين خلايا الجسم , أسرع وأدق من الإشارات الكيميائية والهرمونية ... وقد أثبتت الأبحاث أن هذه الفوتونات تؤثر في الروابط الهيدروجينية بين جزيئات الماء داخل الجسد وهي الروابط التي تُشكّل أساس التفاعلات الكيميائية الحيوية.

من هنا تتجلّى أهمية تنظيف الهالة الطاقية , فعندما نزيل تراكمات الغضب , الخوف , والحزن من الحقول المحيطة بالجسد يعود الانسجام الخلوي , ويستأنف التيار الكهربائي الحيوي تدفقه ويبدأ الشفاء من الداخل.

العلاج الأثيري لا يقوم على اللمس بل على التفاعل مع الحقول الطاقية التي تختزن مشاعر الإنسان وأفكاره غير المعالجة. وعندما تتحرر هذه الطاقات , تستعيد الخلايا كفاءتها الطبيعية , ويتفعّل الذكاء الذاتي للجسد في التجدد والتوازن.

أما ظاهرة التخاطر ... التي حيّرت العقول لسنوات فيُعتقد الآن أنها انتقال لمعلومات ضوئية – فوتونات تتحرك بسرعة الضوء أو أسرع – تُرسِل إشارات دقيقة بين شخصين , أو بين الماضي والمستقبل وقد فُسّر ذلك بأنه بثّ ضوئي يتجاوز حواجز المكان وربما الزمن أيضًا ... ومن هنا نفهم كيف أن رؤىً أو أحلامًا تتحقق لاحقًا وكأنها رسائل من زمن لم نصل إليه بعد.

في النهاية لا يمكننا أن نزعم أننا نعرف كل شيء , فالمجاهيل كثيرة , والروح أعظم من أن تُختصر في معادلة ... ولكن إن كان في داخلنا نور من الله فلنسمح له أن يشع ,أن يضيء ظلمات أنفسنا , وأن يلامس الأرواح من حولنا بحقيقة لم تُرصد بعد… لكنها موجودة.

وللحديث بقيّة...
في أمان الله.

الطاقة الخفيّة للفوتونات الضوئية

تابعني على مواقع التواصل الاجتماعي